اللهم صلي على محمد وال محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
خارطة طريق الرابطة المارونية واسلحة السياسة والمال والاستئثار
«البطريركية المارونية، هي مرجعية الرابطة المارونية، والمقترحات التي اوردتها الرسالة البطريركية الى المجلس التنفيذي لهذه الرابطة، والتي اعتبرت بمثابة خارطة الطريق»آيلة الى «زيادة فاعلية الرابطة وتطوير انظمتها بما يتناسب ومتطلبات المرحلة، وفق ما ورد في اعمال المجمع الماروني اذ وجدت بكركي ان هناك حاجة ماسة لان تشمل هذه العملية، اي عملية تطوير المؤسسات المارونية هذه الرابطة بالذات، لان الدور المطلوب منها اليوم يختلف عما كان عليه في المرحلة الماضية، وذلك عبر توثيق العلاقة مع بكركي كونها مرجعية الرابطة الام، وكون الاخيرة، وكما هو وارد في رسالة البطريرك صفير جزءاً من رسالة الكنيسة، من دون ان تكون من ضمن هرميتها»...
اذا، فان الانتماء الى هذه المؤسسة سواء كان ذلك على مستوى العضوية، او على مستوى المجلس التنفيذي رئاسة لهذا المجلس كانت ام نيابة رئاسة، ام عضوية لهذا المجلس يشرّف صاحبه سواء كان رئيساً ام نائباً للرئيس ام عضواً سواء في المجلس التنفيذي ام في الجمعية العمومية، اذا لا واحد من هؤلاء مهما علا شأنه وجاهة وكبر رأسماله هو اكبر من المؤسسة، او باستطاعته الادعاء بانه يشرّفها - الرابطة - في اي موقع من هذه المواقع، بشرط ان يكون ملتزماً مبادئها ونظامها لا يخضعها للتجاذبات السياسية او لمصالحه او بالعكس بل يسهر معها في اي موقع كان على المصلحة العامة والمصلحة الوطنية العليا، ويدافع بشرف وامانة وتجرد عن الحقوق الوطنية، خصوصاً حقوق الموارنة في الوطن والدولة والمجتمع ولا يتطاول على حقوق الآخرين...
الرابطة المارونية لم تكن قبل الرسالة البطريركية في حاجة الى تعديل عادي لبعض مواد نظامها، بل كانت في حاجة الى اعادة التفكير بهيكليتها، وبطريقة عملها الذي قام اساساً على التطوّع فقط وكان عشية وضع تقرير اللجنة البطريركية غير كاف كونها - الرابطة - اصبحت في نظر اللجنة وبكركي في حاجة الى «تفرغ الى احتراف» نعم، الى التفرّغ والاحتراف... كما نصّت الرسالة المشار اليها الى «ضرورة ايجاد مصادر وتمويل ثابتة للرابطة...
اما مكان الضعف في هذه المؤسسة، فان لجنة بكركي حدّدتها ومنها: «عدم اكتراث اكثرية اعضاء الجمعية العمومية بما تقوم به الرابطة، الا في فترة الانتخابات فقط، الخاضعة بدورها للتجييش، وبعض المؤشرات ولكن مكامن الضعف هذه يمكن معالجتها من خلال التنظيم الجديد الذي يلحظ توزيع الاعضاء على القطاعات المهنية التي ينتمون اليها، وهذا ما حصل بموجب النظام اللجديد، وخلق هيئة فاعلة ضمن الرابطة تواكب عمل السلطة التنفيذية كمجلس مندوبين ومجلس امناء مثلاً، وهذا ما لم يحصل حتى اليوم وبالتالي تأمين حاجة الرابطة ليس فقط الى اعضائهم في موقع المسؤولية، بل الى اعضاء يعملون معاً بروح نضالية مسيحية حقة، ويلتزمون بالاسهام في تحقيق اهدافها وتوجهات المجمع الماروني...
مع اقرار النظام الداخلي الجديد بكل علاته، خصوصا العلة الكامنة بعدم الموافقة على التمويل الذي اتى بفعل تواطؤ سماسرة الانتخابات، فان الجيل الجديد، ما يزال يحاذر الانضواء في عضوية الرابطة وهذا ما يثير قلق الجميع، نظراً لوجود حواجز تحول بينه وبين تحقيق هذه الرغبة، وثانياً من يسمّونهم «بابازات» الرابطة والعمل الماروني، ما زالوا يصرّون فوق الطاولة وتحتها على إخضاع الرابطة وغيرها من المؤسسات المماثلة للروتين الممل، وللتقاليد البالية، وللتجاذبات السياسية والمصلحية، المادي منها والمعنوي. ولعل هذا ما يثير اليوم القلق العميق من ان تتم عملية خطف هذه المؤسسة الوطنية ومنبرها لكي يصبح في موقع المواجهة مع المؤسسة البطريركية ومع بكركي والبطريرك والمواقف الوطنية التي يعلنها والمسلّمات، خاضعة مع المنبر للتجاذبات السياسية وهذا ما يثير قلق الجميع في ظل عمليات خطف لمنابر أخرى ومؤسسات اخرى انطلاقا من ان لكل شيء ثمنه، وما من شيء إلاّ ويمكن تجييره وتطويعه ما دام المال موجودا ومتوافرا...
طبعا، هذه مخاوف، وهواجس لا تنتاب المجتمع الماروني واللبناني فحسب، بل تنتاب بكركي ايضا وسائر المراجع الروحية والوطنية.. ومن هنا، فان بكركي دأبت وما تزال على مناشدة الجميع محاولة التوافق والاتفاق اولاً قبل شحذ اسلحة المعارك واعلانها، فوضع البلد، والوضع الماروني عامة لا يسمحان بالمزيد من الصراعات والمشاكل والتشرذم، والخطأ كان كبيراً في الاعلان قبل عشرة ايام تقريباً عن رغبة البعض في المعركة وشحذ الهمم واعلان لائحة من دون التشاور وتبادل الرأي بين المسؤولين المباشرين عن هذه المؤسسة.
في اي حال الوقت ما زال متوافراً امام بكركي، كما أمام المخلصين من اصحاب الشأن لمحاولة لملمة وتوحيد الصفوف، بعيداً عن الاستئثار والرغبة في الهيمنة والتهديد والوعيد باستخدام السلاح السياسي او حتى سلاح المال لا سمح الله. فبين المرشحين او الراغبين في الترشح عشرات الأشخاص من اصحاب الكفاءات الخلقية والوطنية.. ووحدة الصف والعمل من أجل الوفاق والتوافق، لا بل التضحية في هذا السبيل يجب ان تتقدم اصوات النشاز... وللبحث صلة.
جورج بشير
الديار
_________________

